تأسست البوندسليغا، الدوري الألماني الأول لكرة القدم، رسميًا في عام 1963، مما يمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ كرة القدم في البلاد. لم يكن الطريق إلى إنشائها مباشرًا على الإطلاق، حيث تضمن مناقشات واسعة النطاق ومقاومة من أولئك الذين كانوا مترددين في التخلي عن النظام القديم. وعلى الرغم من هذه التحديات، وُلِد البوندسليغا، وسرعان ما أصبح حجر الزاوية في كرة القدم الألمانية.
أقيمت المباراة الافتتاحية للبوندسليغا في 24 أغسطس 1963. ومع ذلك، بدأت الرحلة المؤدية إلى تلك اللحظة قبل أكثر من عام. في يوليو 1962، خلال مؤتمر الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB)، قرر مندوبو اتحاد الولاية أخيرًا تشكيل دوري وطني محترف. جاء هذا القرار بعد مناقشات مطولة، مع تردد العديد من المتشددين في كرة القدم في استبدال النظام التقليدي الذي حدد أبطال كرة القدم في ألمانيا منذ عام 1903.
قبل البوندسليغا، كانت ألمانيا واحدة من آخر الدول الكبرى في كرة القدم التي لا يوجد بها دوري محترف. في المقابل، كان لدى إنجلترا دوري الدرجة الأولى لكرة القدم (الذي أعيدت تسميته لاحقًا بالدوري الإنجليزي الممتاز) منذ عام 1892، وتأسس دوري الدرجة الأولى الإيطالي في عام 1898، وبدأ الدوري الإسباني في عام 1929. حتى ألمانيا الشرقية أطلقت دوري الدرجة الأولى الخاص بها في عام 1949. أصبحت الحاجة إلى دوري احترافي موحد في ألمانيا الغربية واضحة بشكل متزايد.
لم يكن اختيار الفرق لموسم الدوري الألماني الافتتاحي مهمة بسيطة. في ذلك الوقت، لعب 74 ناديًا في الأقسام العليا، وتقدم 46 منهم للحصول على مكان في الدوري الجديد. كان الاتحاد الألماني لكرة القدم قد حدد مسبقًا أن الدوري الألماني سيضم 16 فريقًا، مع تخصيص محدد من مناطق مختلفة: ثلاثة فرق من شمال ألمانيا، وخمسة من الغرب والجنوب، واثنان من الجنوب الغربي، وواحد من برلين.
كانت معايير الاختيار تستند إلى الجدارة الرياضية والاستقرار الاقتصادي والمرافق الفنية. ولكن العملية قوبلت بالجدل، حيث شعرت العديد من الأندية بأن القرارات لم تكن شفافة ولا متسقة. على سبيل المثال، تم استبعاد بايرن ميونيخ، أحد أنجح الأندية في تاريخ كرة القدم الألمانية، في البداية من الدوري الألماني. أدى هذا الاستبعاد إلى سنوات من النزاعات والاحتجاجات من الأندية التي تم استبعادها.
الفرق المبدئية في الدوري الألماني:
كان بطل الدوري الألماني الأول هو فريق 1. FC Köln، مما مهد الطريق لنجاح الدوري في المستقبل.
في سنواته الأولى، شهد الدوري الألماني تغييرات ونموًا سريعين. وبحلول موسم 1965/1966، توسع الدوري ليشمل 18 فريقًا، مما سمح لبايرن ميونيخ بالانضمام. وبعد إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990، ضم الدوري الألماني فرقًا من ألمانيا الشرقية السابقة، مما عزز مكانته كدوري وطني موحد. ومنذ ذلك الحين، ازدادت شعبية الدوري وطبيعته التنافسية، مما جعله أحد أكثر الدوريات شهرة في العالم.
اليوم، يعد الدوري الألماني رمزًا لتميز كرة القدم الألمانية، والمعروف بمشجعيه المتحمسين وفرقهم التنافسية ولاعبيه من الطراز العالمي. لقد أصبح ما بدأ كمشروع مثير للجدال وغير مؤكد جزءًا فخورًا ومتكاملًا من التراث الرياضي الألماني.